كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
صفحة 1 من اصل 1
كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
الحرب والإنسانية
بقلم: نهى نعيم الطوباسي
تعيدنا الحرب الروسية الأوكرانية، والنزاعات الحديثة الدولية والأهلية في شتى بقاع العالم، إلى الجدلية التاريخية بين أهم الفلاسفة عبر التاريخ، وسؤال ما إذا كان العنف هو طبيعة متأصلة في الإنسان، أم أنه مكتسب من الظروف والبيئة المحيطة؟ اعتبر ابن خلدون أن العنف نزعة طبيعية، "ومن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعضهم لبعض، فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه، امتدت يده إلى أخذه إلى أن يصده وازع". فيما يرى الفيلسوف الإنجليزي هوبز في تحليله لانثروبولوجيا النوع الانساني، عبارته الشهيرة، "أن الإنسان ذئب لأخيه الانسان"، أما المؤرخ البريطاني ارلوند توينبي فاعتبر أن ظاهرة العنف، ناتجة عن القيم التنافسية الموجودة في الرأسمالية والشيوعية. على النقيض من ذلك، يرى كل من كارل ماركس وجان جاك روسو أن أصل الطبيعة البشرية هو الخير، لكن فسادها يعود إلى الظروف المحيطة.
يرمي هذا المقال لتسليط الضوء، على ما ينتجه التنافس بين القوى العظمى، وما تمارسه من تعدّ على سيادة الدول والشعوب ومبادئ حقوق الإنسان، من تفاقم ظاهرة العنف في العالم يُخيّل للبعض أن الحروب، التي شنتها الدول المستبدة والاستعمارية والتي قلبت حياة الشعوب رأسا على عقب، تضع أوزارها وتنتهي بتوقيع اتفاقية بين الأطراف المتنازعة، وبوضع الأسلحة التقليدية، لكن الحرب لا تنتهي عند هذا الحد، والمياه لن تعود إلى مجاريها، هناك حرب جديدة تولد بين الإنسان وذاته ومحيطه، وداخل الأسر والمجتمعات، نتيجة الظروف الصعبة من فقر وبطالة، وانعدام الأمن الغذائي والإنساني والمجتمعي، والحرمان حتى من أساسيات الحياة وأبسط حقوق الإنسان، ما تنتجه الحروب من تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية ونفسية وبيئية خطيرة، تنعكس على سلوك البشر، ليصبح الإنسان الذي ولد مسالما خيّرا أكثر قابلية، لاستخدام العنف في ظل التعرض للضغوط المحيطة المختلفة، إلا من كان وازعه الأخلاقي أقوى من الظروف.
بقلم: نهى نعيم الطوباسي
تعيدنا الحرب الروسية الأوكرانية، والنزاعات الحديثة الدولية والأهلية في شتى بقاع العالم، إلى الجدلية التاريخية بين أهم الفلاسفة عبر التاريخ، وسؤال ما إذا كان العنف هو طبيعة متأصلة في الإنسان، أم أنه مكتسب من الظروف والبيئة المحيطة؟ اعتبر ابن خلدون أن العنف نزعة طبيعية، "ومن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعضهم لبعض، فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه، امتدت يده إلى أخذه إلى أن يصده وازع". فيما يرى الفيلسوف الإنجليزي هوبز في تحليله لانثروبولوجيا النوع الانساني، عبارته الشهيرة، "أن الإنسان ذئب لأخيه الانسان"، أما المؤرخ البريطاني ارلوند توينبي فاعتبر أن ظاهرة العنف، ناتجة عن القيم التنافسية الموجودة في الرأسمالية والشيوعية. على النقيض من ذلك، يرى كل من كارل ماركس وجان جاك روسو أن أصل الطبيعة البشرية هو الخير، لكن فسادها يعود إلى الظروف المحيطة.
يرمي هذا المقال لتسليط الضوء، على ما ينتجه التنافس بين القوى العظمى، وما تمارسه من تعدّ على سيادة الدول والشعوب ومبادئ حقوق الإنسان، من تفاقم ظاهرة العنف في العالم يُخيّل للبعض أن الحروب، التي شنتها الدول المستبدة والاستعمارية والتي قلبت حياة الشعوب رأسا على عقب، تضع أوزارها وتنتهي بتوقيع اتفاقية بين الأطراف المتنازعة، وبوضع الأسلحة التقليدية، لكن الحرب لا تنتهي عند هذا الحد، والمياه لن تعود إلى مجاريها، هناك حرب جديدة تولد بين الإنسان وذاته ومحيطه، وداخل الأسر والمجتمعات، نتيجة الظروف الصعبة من فقر وبطالة، وانعدام الأمن الغذائي والإنساني والمجتمعي، والحرمان حتى من أساسيات الحياة وأبسط حقوق الإنسان، ما تنتجه الحروب من تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية ونفسية وبيئية خطيرة، تنعكس على سلوك البشر، ليصبح الإنسان الذي ولد مسالما خيّرا أكثر قابلية، لاستخدام العنف في ظل التعرض للضغوط المحيطة المختلفة، إلا من كان وازعه الأخلاقي أقوى من الظروف.
مواضيع مماثلة
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي ابريل ٢٠٢٢م
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى