جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

مُساهمة من طرف جعفر الخابوري الخميس يونيو 08, 2023 10:28 am

في أحد الازمان وأحد البلدان …كان يدير مخزن للغلال ، مدير ناجح .. وفي يوم لم يعد يعرف المدير الناجح ماذا يعمل؟
الفئران احتلت المخزن .. المأكولات صارت تتناقص .. الفئران قرضت الجبن والخبز المقمر ..

المدير الناجح لا يجلس ويداه على خصره أبداً، حارب الفئران بكل ما أوتي من بأس، لكنه وبالرغم من كل ما بذله لم يكسب الحرب .. الصابون وقطع الجبن تتناقص يوماً بعد يوم، الملابس اصبحت مثقبة ومهبرة، أعشاش الفئران بنيت داخل أكياس الطحين ..

لم تكتفي الفئران بإلتهام المأكولات وقرض الملبوسات وقضم الجبن والسجق، بل إنها راحت تسن أسنانها واظافرها بالجلود والاحذية والخشب ..
المدير الناجح أستمر في حربه مع الفئران دون هوادة .. وضع أكثر أنواع السموم قوة في كل جهة وكل صوب .. لم يستفد شيئاً !!!
جمع مدير المخزن أفضل أنواع القطط وأفلتها في المخزن ليلاً .. وفي الصباح وجد وبر القطط المسكينة وبقايا عظامها، لم تستطع القطط مجابهة الفئران، ولم يقتلها أقوى السموم ..

بدأ المدير الناجح بزرع افخاخ كبيرة .. وصار يحدث أن يقع بعض الفئران فيها في الفخ … لكن إذا وقعت خمسة فئران في الفخ ليلاً … فإنها تلد مالا يقل عن عشرين أو ثلاثين فأراً في النهار ..

وفكر المدير …و اهتدى إلى طريقة فريدة :
صنع ثلاث أقفاص جديدة .. رمى في كل منها ما كان يقع من الفئران الحية في الفخ .. امتلأ كل قفص من الاقفاص بالفئران .. لم يقدم للفئران طعاماً أو أي شيء ..

اختارت الفئران التي باتت على الموت ثلاث أيام .. خمسة ايام .. اختارت الفئران الأضعف بينها .. قطعتها، اكلتها واشبعت بطونها .. واعتادت على طعم الفئران وبعد وقت جاعت … بدأت تتصارع … وبنتيجة صراعها الدامي هذا … تسلطت على واحدة منها .. خنقتها .. قطعتها … اكلتها ..

وهكذا أخذ عدد الفئران يتناقص مع مرور الايام .. تبقى الفارة الاكبر، صاحبة العزم الأقوى التي اعتادت على طعم لحم الفئران ، وتتقطع الفأرات الضعيفات ويؤكلن ..

تحولت الاقفاص المملوءة بالفئران إلى ساحات حرب حقيقية … بقي في كل قفص من الاقفاص الثلاثة: ثلاث الى خمس فئران …

لذلك صارت كل فأرة من الفئران من أجل حماية نفسها تستغل فترة نوم أو سهو الفأرة الأخرى لتنقض عليها وتخنقها وتقطعها … وأكثر من ذلك … صارت تتحد فأرتان أو ثلاث في كل قفص ويهاجمن أخرى .. وتلك المتحدة في المطاف الأخير … تتحاين الفرصة ليأكل بعضها الآخر …

أخيراً بقي في كل قفص فأرة واحدة : الاقوى، الاذكى، الأكبر، الأكثر صموداً …

عندما بقي في كل قفص فأرة واحدة … فتح الرجل أبواب القفص وأفلت الفئران الثلاثة داخل المخزن .. واحدة واحدة ؟؟

بدأت تلك الفئران الثلاث، الضخمة، المغذاة … المتوحشة، المعتادة على أكل بنات جنسها، تنقض على فئران المخزن .. مهما بلغ عددها، تخنقها وتقطعها وتلتهمها .. ولكونها توحشت … صارت تأكل ما يؤكل من الفئران وتقتل الباقي من أجل حماية نفسها … كي لا تخنقها وتلتهمها الفأرات الأخريات … وهكذا ..

وخلال مدة قصيرة … تخلص المخزن الآنف الذكر من الفئران ...

الحكاية انتهت هنا .. سؤال أوجهه لكم أيها القراء الأعزاء:
كيف خطر في بال المدير الناجح هذا المكر الذي لا يخطر ببال الشيطان ؟؟


الجواب :
لأن مدير المخزن كان الفأر الأقوى الذي بقي سالماً بنتيجة تآكل أبناء جنسه .. لقد أصبح مديراً لذلك المخزن عن طريق التحايل والتخلص من أصدقائه ... طبق على الفئران أسلوب حياته الخاص .. الناجح من وجهة نظره.
هكذا تفعل الدول الغنية تجعل الدول الفقيرة تحارب نفسها عن طريق إعطاء كل طائفة أو فئة سلاح لكي يقضوا على بعض وتصبح الساحة خالية للاستيلاء على ثروات البلاد.
قصة "الفئران تأكل بعضها"
عزيز نيسين
جعفر الخابوري
جعفر الخابوري
Admin

المساهمات : 132
تاريخ التسجيل : 01/04/2022

https://gfhfgfgggg.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى